مرض نادر… ما هو سرطان القضيب وكيف يمكن علاجه؟
على الرغم من ندرة إصابة الرجال بسرطان القضيب، وهو ورم خبيث غالبا ما يحدث في الخلايا الطلائية، مقارنة مع الإصابة بأنواع السرطان الأخرى، تشير إحصائيات لموقع “Cancer.net” الأميركي، إلى وجود ما لا يقل عن 36 ألف إصابة عالميا حتى عام 2020.
عادة ما ينتشر سرطان القضيب في أجزاء من أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، ورغم كون الأعداد ضئيلة، إلا أنها جديرة بالمتابعة، الأمر الذي دفع الطبيبة ميريام ستوبارد إلى تسليط الضوء على هذا المرض في صحيفة “ذي ميرور” البريطانية.
تقول ستوبارد: “عدد الإصابات لا يتجاوز الـ400 في صفوف الرجال في بريطانيا، إلا أنه يجب توخي الحذر والتعرف على أسبابه ووسائل علاجه. يصيب سرطان القضيب عادة من تزيد أعمارهم عن 60 سنة، ونادراً ما يصاب به الشبان. لكن يجب فرد مساحة أكبر له لأن الدراسات أثبتت أنه في حال اكتشاف المرض مبكراً، قد يساعد ذلك في إنقاذ حياة المريض”.
يحدث سرطان القضيب عندما تحصل طفرة في المادة الوراثية في خلايا “DNA”، مما يقود إلى نمو غير طبيعي وغير متحكم به في هذه الخلايا، والتي تستمر في الانقسام والتزايد ولا تموت.
كيف يمكن للرجال اكتشاف إصابتهم بسرطان القضيب؟
على الرغم من أن السبب الدقيق للمرض غير معروف، فإن هناك عوامل خطورة تزيد من احتمال الإصابة به، منها اللَخَن، وهي مادة كريهة الرائحة تشبه الجبن تتجمع تحت القُلفة (الجلد الذي يغطي القضيب لدى الذكور غير المختونين). كما أن الرجال غير المختونين الذين لا يعتنون بنظافة المنطقة التي تحت القلفة، تزداد لديهم مخاطر الإصابة بسرطان القضيب.
يضاف إلى ما سبق وجود سيرة مرضية للإصابة بالثآليل التناسلية، ووجود تاريخ مرضي للإصابة بالفيروس الحليمي البشري “Human papillomavirus HPV”.
يمكن للأطباء تحديد سرطان القضيب من خلال ملاحظة تغيرات في سماكة أو لون جلد القضيب، أو حدوث طفح جلدي أو ثؤلول صغير يزيد حجمه مع مرور الوقت، أو حدوث إفرازات كريهة الرائحة، أو تورم في نهاية القضيب، أو ظهور كتل تحت الجلد في منطقة الفخذ.
يقول الطبيب المتخصص في أمراض الدم والأورام، أحمد حيدر، إن سرطان القضيب من الأمراض النادرة، ويظهر من خلال تغيرات في لون الجلد، أو إفراز سوائل وروائح كريهة، و”التغيرات الجلدية من أكثر عوارضه شيوعاً، ويمكن أن تظهر بشكل لافت على طرف القضيب، أو رأسه”.
ويضيف حيدر لـ”العربي الجديد”،: “في بعض المراحل، قد تظهر كتل على القضيب، أو تشققات في مناطق مختلفة منه. لذلك، في حال حدوث أي تورم في هذه المنطقة، يتوجب على المريض مراجعة الطبيب للاستفسار وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. عادة ما يقوم الأطباء بأخذ عينات من السوائل أو الكتل الظاهرة عند القضيب لفحصها مخبرياً، والبحث عن خلايا سرطانية”.
وحسب موقع WebMD الطبي الأميركي، فهناك أنواع عدة من سرطان القضيب، من أبرزها:
- سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي، وهو شكل شائع من سرطان الجلد ينشأ في الخلايا الحرشفية التي تُشكل الطبقات الوسطى والخارجية من الجلد.
- الساركوما، وهو ورم خبيث مصدره الأنسجة التي تُكوّن جهاز الهيكل العظمي والحركي، أو الأعصاب المحيطية، أو الأوعية الدموية، أو الدهون، أو جدران الأعضاء المختلفة.
- سرطان الخلايا القاعديّة، وهو أحد أنواع سرطان الجلد، ويعد من أكثر أنواع مرض السرطان شيوعاً في الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار الطبيب أحمد حيدر إلى أنه “كلما كان الكشف مبكراً، زادت نسبة الشفاء، وخصوصاً إذا كانت الخلايا السرطانية ظاهرة على شكل كتل أو أورام، وبالتالي يمكن للأطباء إزالتها، وفي حال كانت الإصابة في الغدد اللمفاوية، يخضع المريض لعملية جراحية بالإضافة إلى علاج كيميائي”.
وحسب تقرير صادر عن الجمعية الأميركية للسرطان، ربما تكون الجراحة هي العلاج الرئيسي لمعظم الرجال المصابين بالمرض. لكن في بعض الأحيان، يمكن استخدام العلاج الإشعاعي، وإذ تعذر علاج السرطان، لا يكون أمام الطبيب خيار سوى إزالة جزء من القضيب بهدف منع السرطان من الانتشار.
ويمكن للرجال اتباع بعض الخطوات لتفادي سرطان القضيب، أبرزها الحفاظ على نظافة القضيب، والابتعاد عن وضع أي أدوية من دون وصفة طبية.
