بقلم ذاكر بنصوف : تقييد الأبدان لا يعني بالضرورة تقييد للعقول..بقلم ذاكر بنصوف

لعلّي أأسف كثيرا لأن عقلي لا يعمل بالطريقة التي تفرضها علينا حكوماتنا كل مرة … نعم لديّ هذا الشيء الأبله والذي يطلق عليه هؤلاء ” التفكير ” وأنا في مجمل الأمر لست محدودا في رقعة جغرافية إختارها لنا القدر … أنا فقط رأيا خاصا بي لوحدي … حيث اعيش قواعدي المحددة وليس وفق قواعدهم ….

     قاعدتي الأولى أنني لا أصدق أي شيء تقوله الحكومة …. لا شيء أبدا …

 قاعدتي الثانية أنني لا أحمل محمل الجدّ ما تقوله أبواق الصحافة والإعلام وهم في ٱخر المطاف مجرد موظفين لدى دوائر مالية بعينها …

 في هذه الدكاكين الصحفية المقرفة لن يتسنى لكم أن تستمعوا أبدا إلى النقاط المشتركة التي تجمعنا …

 بل فقط بمقدورهم أن يركزوا صباحا مساء على نقاط إختلافنا … تلك الأشياء التي تمزقنا وتجعلنا من إختلافنا جوهر إهتماماتنا وملتقى تفكيرنا … طبعا هذا ما يريده الإعلاميين قبل السياسيين …

 وهكذا شيئا فشيئا ودون شعور منّا نخلق طبقة توصف بالنخبة الحاكمة وهي أبعد من ذلك واقعا … وستصبح تلك النخبة غنية وتمتلك المال والجاه ولكي تتعرّف على الوضع المزري للشعب وتحكم عقاله تسعى إلى تقسيمه إلى طبقات … طبقة غنية ثم طبقة وسطى فطبقة معدومة … وستحافظ تلك النخبة الحاكمة على العراك الدائم بين الطبقة الوسطى والطبقة المعدومة ليتمكنوا أخيرا من تحصيل تلك الأموال الملعونة …

 قلت لكم منذ سنوات عديدة أنهم سيجلبون إهتماماتكم فقط للأشياء التي تساهم بقدر كاف إلى تشرذمكم وتفريقكم .. الدين … الثقافة … الخلفية الإتنية … العرقية … الوظيفة … الأجرة الشهرية … القومية … القبلية … الخيارات الجنسية .. المستوى الإجتماعي …

   كل شيء محلّ تصادم بيننا سيعاد إنتاجه على مسامعنا رغما عنا … حتى يتمكًنوا هم من التوجّه إلى البنك يوميا وتفقد الرّصيد المتضخم …

 أتعلم كيف أصف تلك الطبقات الإقتصادية والإجتماعية في هذا البلد ؟؟ الطبقة الغنية تحتفظ بكل الأموال ولا تدفع فلسا واحدا للضرائب … الطبقة الوسطى تدفع كل الضرائب وتتحمل معظم الأعباء … الطبقة الفقيرة أوجدوها فقط ليعتبر من لا يعتبر من الطبقة الوسطى قي صورة تقاعسه عن دفع ضرائبه …

نحن مجرد وظيفيين …يتفنّون في إبقاءنا مواضبين بإنضباط على تلك الوظائف الإدارية بل يحرصون على جعلها منتهى آمالنا وطموحاتنا وأحلامنا … أتعلم من هؤلاء ….طبعا لا … أقول لك إنهم ملاّكنا … ملاكنا الذين عادة يختبؤون وراء ثلاثة لا شيء غير تلك الثلاثة … الوطنية الدين ولقمة العيش …

  هم مجرد مضاربين لتلك الثلاثة حيث تصعد أسهمها متى تقاعس الشعب ونام عن تطاحنه وعراكه وتتهاوى كلما كان هذا التطاحن منذرا بخروج الأمور عن السيطرة … هم يؤسسون مراكز البحث والدارسات الفكرية والنفسية والإجتماعية وغيرها فقط من أجل يجعلوا منكم محرارا يستشرف به أعصابكم واعطابكم … دعكم من السياسيين ومهاتراتهم الفارغة فهؤلاء مجرد واجهة للملاك الحقيقيين لهذا البلد …

  إنهم الصناعيون وأصحاب الشركات العملاقة التي تتحكم في كل شيء وتتخذ القرارات التي تستعدي رقابكم … أما السياسيين فقد أوجدوهم فقط بغاية إقناعكم بأنكم تتمكنون بناصية أنفسكم وأنه لديكم الحرية في خياراتكم وإختياركم …

 أقول أنه ليس لديكم لا حرية ولا حرية إختيار … لديكم ملاّك .. هم يملكونكم كما يملكون كل شيء… هم يملكون الشركات ويستحوذون الأراضي الشاسعة بل أكثر من ذلك هم قد إشتروا كل شيء من قديم قديم زمانكم والحكام الذين فرضوا سابقا على رقابكم هم من باعوهم كل شيء … لقد تمكنوا من وضع كل شيء في جيوبهم المال والأعمال والإعلام والأعلام الحمراء تلك التي ترفرف فوق رؤوسكم …

  هم ينفقون مئات المليارات سنويا لدمغجتكم وإبلاغكم ما يريدون هم إبلاغكم إياه … إنهم يطبقون تماما على خصيّكم … يريدونكم فقط شعبا مستهلكا لما تنتجه شركاتهم العملاقة ولا يرغبون ابدا في إنماء صوت ملكة التفكير النقدي التحليلي لديكم … ذلك منافيا لمصالحهم …

في نظرهم انتم مجرد عمالة مطبّعة محدودة الذكاء ليس بمقدورها التفكير إلا فيما يريدونه هم أن يفكّروا فيه … أناس لا يملكون من العقل إلا ما يمكنهم من تشغيل ٱلة الطبخ أو القيام ببعض الوظائف المكتبية … أو القيام بالواجب الوظيفي ثم الحصول على أجر شهري تقتطع البنوك ثلثيه من قرض للمنزل وقرض للسيارة حتى لا يبقى في العمر إلا التقاعد في عقد تتلاشى فيه بعض المليمات التي تجود بها عليكم الصناديق الإجتماعية … سيحصلون على كل شيء رغما عنكم ما دمتم تتابعون إعلامهم وشبكاتهم الإجتماعية وكل ما تنتجه مراكز دراساتهم …

  يا صديقي إنه نادٍ كبير لستم فيه أعضاء لا من قريب ولا من بعيد …

 يوما ما تتذكرون مثل هذا الكلام حين يختارون لكم الموت بعد أن سلبوا النور من مقالي عيونكم …

إنهم يصنعون الأوبئة ليتخلصوا من الطبقة السالبة فيكم … العجزة والعجائز يمثلون فئة ضعيفة … طبقة مستهلكة وليس في إستطاعتها أن تنتج … ثم أنها تتمتع بملاليم الصناديق الإجتماعية وقد حان الوقت لإنهائها وإفناءها …

   لعلّي أرغب في النوم حتى لكأنّي لن أستيقظ أبدا وأرى ما الذي خططه هؤلاء المجانين للإنسانية … الشرّ فيهم لا يضاهى … وما أساطير الفناء لا تحتاج منّا إلا إلى شرّير …

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *